وحيدا الى جانب الباب و على الكرسي العالي المواجه للبار وجدته يلوك بقايا حلوى تارت البيكان ... طالما اقتنعت ان الحلوى و وحدها الحلوى هي اقوى ما يستطيع رسم الابتسامة على اكثر الوجوه كأبة بمجرد ملامستها لشفاهنا.. لكنه لم يكن مبتسم. ليس بائس على اي حال لكن سعادة الحلوى المميزة لم تكن مرتسمة على وجهه. وجدتني دون سبب اتوجه اليه و اساله. لم احييه و لم يرد التحية و ان تعجب للقائي دون موعد.
- لما لست فرحا؟
تردد قليلا قبل ان يقرر في النهاية الكلام
- بصراحة...انا...لا احب البيكان
- ولماذا اشتريته
استدار تجاه النضاد حيث رصت الحلوى و المشروبات فوقه و داخل فاترنيته الزجاجية . و نظر نظرة آملة
- ليس هناك سوى تارت البيكان دائما تارت البيكان ...مهما حضرت مبكرا او متأخرا...مهما حجزت انواع اخرى .في البداية اعتقدت انهم يصنعون تارت البيكان لانه صنف مطلوب...لكن اكتشفت ان احدا هنا لا يحبه...و احدا لا يأكله سواي... لكن انواع اخرى في طريقها للنضج في الفرن... انا متأكد, انا هنا منذ الصباح ...قررت انني سأتذوق اصناف اخرى
اشار لي مع جملته ان اجلس و بمجرد ان لامس جسدي الكرسي العالي كان النادل بجانبي يسألني... نظرت بعيوني فوجدت صورتها تختال امامي في قائمة الطلبات بلونها الابيض الشاحب و مهرجان اللون الاحمر المنسدل من اعلاها ليعد كل من سيتذوقها بلذة شديدة و ابتسامة عرضها هو عرض المسافة بين اذنيه..ال-تشيز كيك
- اريد قطعة تشيز كيك
اسر لي الفتى...
- لكن ال-تشيز كيك بالحجز...انت ترى زحام المكان تلك الليلة...و
هامسا...غامزا...متآمرا وجدتني اقول باسلوب جواسيس الافلام القديمة
- احضر ال-تشيز كيك اولا...و بعدها سنرى ما يمكنني فعله في امر الحجز حين ادفع الحساب
ابتسم الفتى و مشى في هدوء بينما عيون صديقي معلقة علي و السؤال يدور بخلده عما فعلت و لاني لم اجد ردا جاهزا له فقد ابتسمت بركن فمي الايمن في بلاهة قبل ان يباغتني
- حلوى ال-تشيز كيك بالحجز... و حين يخرج البراونيز من الفرن فان الثلاثة ههناك (اشار بيده الى ثلاث مفتولي العضلات) يسحبون الوارد كله و لن تستطيع مواجهتهم على الكاشير ... المطعم بالدور العلوي لديهم مشكلة فقرروا شراء كل ما تنتجه الكافيتريا ههنا من بلاك فورست لزبائنها ...و عليك ان تاكل هناك لتتزوق البلاك فورست... هناك سيدة تشتري حلوى الفدج كاملة كما هي كل يوم و تجلس بالركن البعيد تلتهمها في جنون بشكل يثير الاشمئزاز دون ان ينتبه لها احد ...لم يعد لديهم سوى الايس كريم في منتصف يناير...و تارت البيكان!
تلفت حولي لاجد نادل يحمل صينية كبيره بما خرج من المطبخ من فدج نحو البدينة التي تلطخ وجهها باللون البني في الركن , بينما الثلاثة قناطير توجهوا نحو الكاشير عازمين ان لا يسبقهم احد للبراونيز... كعكتي بلاك فورست كبيرتان خرجتا على يد نادل ليخرج بهما من الكافيتريا ككل و نادل وحيد يرص داخل الفاترينة بعض قطع تارت البيكان .
بينما توجه نحوي النادل بطبق ال-تشيز كيك.... ناولني الشوكة و رحل باسما ...لم استسغ ان اتذوق ال-تشيز كيك و رسالة صديقي قد اخترقت ذهني كالرصاصة ...مددت يدي نحوه بالشوكه فما كان منه الا ان رفع يده للنادل الذي اتى من فوره
- اعتقد اني سأطلب ... المزيد من تارت البيكان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق